بحث : نظرية ليندر
مُلخص
نظرية ليندر
كإتجاه حديث في تفسير قيام التجارة الدولية
مـقدمـة :
تمهيد : جاءت النظرية البحتة في التجارة الخارجية بمحاولات رامية إلى حل لغز ليونيتف ، وجاءت لتحليل نمط وشروط التجارة الخارجية ، وبين متطلبات وحقائق الواقع الاقتصادي العالمي .
إشكالية البحث :
سؤال رئيسي : ما هو الجديد الذي جاءت به نظرية ليندر في الاتجاهات الحديثة للتجارة الخارجية ؟
أسئلة فرعية :
- ما هي النظرية الاقتصادية وما هو التحليل الاقتصادي ؟
- ما هو جوهر نظرية ليندر ؟
- كيف يمكن تفسير نظرية ليندر ؟
- كيف قيمت نظرية ليندر ؟
فرضيات البحث :
- النظرية الاقتصادية هي نتيجة البحث وخلاصة الدراسة ، والتحليل الاقتصادي هو منهاج البحث وطريقة الدراسة .
- الاعتماد على جانب الطلب في تفسير ظواهر التبادل الدولي وإثبات خطأ الاعتماد على جانب العرض .
- توصل ليندر إلى أن مستويات الدخول الفردية تأثر على كثافة التجارة الخارجية بالنسبة للمنتجات الصناعية .
- لم تأكد الفارق الجوهري بين الهيكل الاقتصادي للدول المتقدمة والمتخلفة ، أذواق المستهلكين غير متشابهة .
أهداف البحث :
- إعطاء مفهوم بعض التعاريف الاقتصادية - تبيين الأثر الحقيقي لقيام التجارة الدولية
- إعطاء التفسير الكامل لنظرية ليندر - تقييم النظرية موضوع البحث
أهمية البحث :
- تبيين عدم واقعية فروض هيكشر-أولين - إعطاء شرح مفصل في تشابه هياكل الدخل
- إعطاء تفسير جديد للتبادل الدولي - يلقي الضوء على دور المنتجات الصناعية في التبادل الدولي
المنهج والأدوات المستخدمة في البحث :
- استعمال المنهج الوصفي لوصف مختلف تطرقات ليندر لمفهوم التجارة الدولية .
- استخدام الكتب الدروس والمحاضرات وموسوعة وشبكة الأنترنت ومجلة .
خطة البحث : تجدها في الصفحة رقم 5
المبحث 1 : تحديد المفاهيم .
المطلب 1 : تعريف النظرية الاقتصادية ( : تقرأ على أنها استلزام )
تعريف النظرية الاقتصادية : قبل أن نتطرق لمفهوم النظرية الاقتصادية علينا أن نمر على تعريف علم الاقتصاد .
علم الاقتصاد : يبحث في المشكلات الناشئة عن إشباع الحاجات المتعددة بموارد محدودة المشكلة الاقتصادية الأساسية
( مشكلة الندرة ) تدفعنا إلى الاختيار بين الحاجات الأولى بالإشباع بالقدر المتاح بين الموارد المحدودة .
النظرية الاقتصادية : مجموعة من التعريفات الاقتصادية التي توضح المعاني لبعض المصطلحات المستخدمة + الفرضيات + التعليل المنطقي + استخلاص المضمون ونتائج الفروض استخدام النتائج في التوقع والتنبؤ رفضها أو قبولها .
المطلب 2 : طبيعة التحليل الاقتصادي
التحليل الاقتصادي : هو المنهج العلمي للبحث الاقتصادي والأسلوب المنطقي للدراسة الاقتصادية .
الخلاصة : - النظرية الاقتصادية هي نتيجة البحث وخلاصة الدراسة .
- التحليل الاقتصادي هو منهاج البحث وطريقة الدراسة .
المطلب 3 : عدم واقعية فروض هكشر-أولين
- استبعد أثر البحوث والتطوير الذي ينشأ عنهما التقدم التكنولوجي بافتراضه ( HO ) لتشابه دوال الإنتاج للسلعة الواحدة بين دول العالم المختلفة .
- إستاتيكية ( سكون ، محدودية ) نظرية نسب عناصر الإنتاج باعتبارها دوال الإنتاج دوال خطية متجانسة .
- عدم الأخذ في الاعتبار إنتاج وتبادل السلع والخدمات في ظل أسواق المنافسة الاحتكارية + إهمالها ( نظرية HO ) لظاهرة تنوع المنتجات وأثرها في قيام التجارة الخارجية بافتراضها أن إنتاج وتبادل السلع والخدمات يتم في ظل شروط المنافسة الكاملة
- عدم القدرة على تحليل وتفسير قيام التجارة الخارجية بافتراض ( نظرية HO ) عدم قدرة عناصر الإنتاج على التنقل بين الدول
- في كثير من الحالات تحول نفقات النقل دون قيام التجارة الخارجية في بعض المنتجات لارتفاع نفقات نقلها في حين افترضت
( نظرية HO ) عدم وجود نفقات نقل بين الدول .
2
المبحث 2 : نموذج نظرية ليندر
المطلب 1 : جوهر نظرية ليندر
جوهر ظرية ليندر :
تشابه هياكل الطلب بين الدول الصناعية المتقدمة وتنوعها من جهة والدول النامية من جهة أخرى .
تهدف إلى حل لغز ليونيتف عن طريق هدم نموذج ( HO ) في نسب عناصر الإنتاج .
الاعتماد على جانب الطلب في تفسير ظواهر التبادل الدولي .
الأخذ بالتحليل الديناميكي في طبيعة التحليل الاقتصادي المستخدم بدلا من التحليل الإستاتيكي .
يرى ليندر في الطلب متغيرا اقتصاديا مستقلا وفي العرض متغيرا اقتصاديا تابعا عكس ما افترضه ( HO ) .
المطلب 2 : شرطا قيام نظرية ليندر
شرطا قيام نظرية ليندر هما :
أي سلعة ولابد وأن تنتج وتستهلك في الداخل قبل أن تتحول إلى سلعة تصديرية
تجاوب تكوين المنتج لبلد معين مع هيكل الطلب الداخلي حيث تتجه الأسعار النسبية لهذه المنتجات إلى الانخفاض
المطلب 3 : تفسير نظرية ليندر ( من خلال الشرطين )
تعطي نظرية ليندر تفسيرين لقيام التجارة الخارجية بين الدول :
التفسير الأول : يعتمد على التشابه في هياكل الطلب الناتج عن تشابه متوسط دخول الأفراد في دول لهما نفس الخصائص والذي هو
يعبر عن قيام التجارة الخارجية بين الدول الصناعية .
التفسير الثاني : يعتمد على التباين في هياكل الطلب الناتج عن التباين في متوسطات ( دخول الأفراد بين دولتين مختلفتين " صناعية ،
نامية " ) ، وهو الذي يعبر عن صعوبة قيام التجارة الخارجية بين الدول المتقدمة الصناعية والدول النامية .
المطلب 4 : الأسواق والاختراعات
الأسواق والاختراعات : يرى ليندر أنه فبما يتعلق بالسلع المصنوعة ، والتي تكون الجزء الأكبر من التجارة ، تكون نماذج الطلب هي المسؤولة عن اتجاه وحجم التجارة . فاختراع منتجات جديدة وتقديمها يرتبط ارتباطا وثيقا بالأسواق المحلية ، ولهذا فإن العامل الأساسي في إنتاج السلعة ليس نفقة إنتاجها ولكن السوق الذي يتم تداولها فيه ، فوجود أسواق واسعة من أهم سمات المراحل الأولى لنمو المنتج .
ومع أن الاختراعات إنما تظهر استجابة لحاجة الأسواق المحلية فإن المستهلكين في الدول الأخرى ذات المستوى المتماثل من التطور الاقتصادي الذين لديهم نفس الحاجات سرعان ما يكتشفون المنتج الجديد . ومن هنا تنشأ الصادرات مع اكتشاف أسواق مماثلة في الخارج.
وهذا يفسر فكرة ثانية من أفكار ليندر ألا وهي أن التجارة تبدأ بين دول تتشابه في هياكل أسواقها واحتياجاتها .
المطلب 5 : الاختلافات بين ليندر وَ ( HO / والفكر الكلاسيكي ) :
نظريتا ( HO ) والفكر الكلاسيكي
نظرية لـينـدر
- يستخدمان التحليل الإستاتيكي المقارن .
- يفترضان أن التجارة الخارجية تقوم بين دول متجانسة .
- لا يفرقان بين القطاعات المختلفة .
- يتبع منهج التحليل الديناميكي .
- يقول بعدم تجانس الدول فيما بينها لأنه يخالف الواقع الاقتصادي
- يفرق بين التجارة الخارجية في المنتجات الأولية والتجارة
الخارجية في المنتجات الصناعية .
المبحث 3 : تفسير وأثر قيام التجارة الدولية مع تقييم نظرية ليندر
المطلب 1 : تفسير ليندر لقيام التجارة الدولية
في تفسير ليندر لقيام التجارة الدولية يفرق بين نوعين من السلع :
المنتجات الأولية : يرى أن تبادلها يتم طبقا للميزة النسبية وأن الميزة تتحدد بنسب عناصر الإنتاج .
كثرة عناصر الإنتاج انخفاض أثمانها انخفاض سعر المنتج
قِـلة عناصر الإنتاج ارتـفاع أثمانها ارتـفاع سعر المنتج
السلع المصنوعة : يرى ليندر أن هناك مجموعة من العوامل التي تحدد الصادرات المحتملة والواردات المحتملة وهناك مجموعة من العوامل تحدد الصادرات الفعلية والواردات الفعلية .
ومن أهم محددات الصادرات المحتملة حجم الطلب المحلي :
- البلد له القدرة على تصدير السلع للخارج وجود طلب محلي على هذه السلعة .
إنتاجه لهذه السلع على الأقل في المراحل الأولى يكون موجها للطلب المحلي .
- المبدأ الأساسي لنظرية ليندر هو أن وجود الطلب المحلي على السلع يعتبر شرطا ضروريا وليس كافيا لتكون هذه السلع صادرات
محتملة .
- نحدد معنى وجود طلب محلي على لسلع بدرجة أكبر من الدقة لأن الطلب يتوقف على الثمن بالإضافة إلى عوامل أخرى .
- عندما ننتج لنصدر يجب أن يكون وجود الطلب المحلي على السلع عند الأثمان السائدة في السوق الدولية لهذه السلع .
3
ونظرا لأن نطاق السلع التي ينطبق عليها هذا الشرط قد يكون كبيرا جدا فإن ليندر يلجأ إلى مفهوم ( الطلب الممثل ) لتضييق نطاق الصادرات المحتملة بدرجة تجعل لتفسيره معنا محددا .
أما الواردات المحتملة لبلد من البلدان :
فمن الواضح أن الطلب المحلي عند الأسعار الجارية يحدد السلع التي قد تستورد ويحتاج الأمر في هذه الحالة إلى اللجوء إلى فكرة
( الطلب الممثل ) كما هو الحال بالنسبة للصادرات .
أ – كثافة التجارة في السلع المصنوعة :
كثافة التجارة في مفهوم ليندر هي مقياس لحجم التجارة بين الدول ، يمكن القول بأنه كلما تشابه هيكل الطلب بين البلدين كانت التجارة المحتملة بين هذين البلدين أكثر كثافة
أما عن محددات هيكل الطلب في البلدان المختلفة ، فيرجع ليندر هيكل الطلب إلى مجموعة من العوامل أهمها الدخل المتوسط .
مفهوم نسب العناصر : تزيد التجارة الدولية دول يتفاوت الدخل المتوسط فيها بدرجة كبيرة
مفهوم لــيـنـدر : تزيد التجارة الدولية دول لها نفس ( يتقارب ) الدخل المتوسط فيها
أي ارتفاع دخل الفرد في الدول الصناعية وانخفاضه في الدول النامية لا يشجع على كثافة التجارة الخارجية .
ب – التمثيل البياني للتجارة في السلع الصناعية :
ل : المحور الأفقي ، ن : المحور العمودي
يمكننا توضيح العلاقة بين متوسط الدخل وهيكل الطلب وذلك باستعراض تصوير العلاقة بين متوسط الدخل ونوعية السلع :
- لهما علاقة طردية وذلك لأن ارتفاع متوسط الدخل يقابله ارتفاع في نوعية السلع المطلوبة .
- يوجد الكثير من العوامل التي من شأنها أن تجعل العلاقة المشار إليها علاقة ( متوسطة ) . مع وجود انحرافات حولها .
- عند متوسط الدخل ل1 يكون متوسط نوعية السلع المطلوبة ب ، ولكن هذه النوعية تتفاوت داخل المدى أهـ
أهـ : تمثل سلع الصادرات والواردات المحتملة للبلد الذي متوسط دخله ل1
- عند متوسط الدخل ل2 يكون متوسط نوعية السلع المطلوبة و ، ولكن هذه النوعية تتفاوت داخل المدى جـ ز
جـ ز : تمثل سلع الصادرات والواردات المحتملة للبلد الذي متوسط دخله ل2
- ويلاحظ أن المدى جـ هـ يمثل طلبا متداخلا بين البلدين ، وعلى ذلك فإن التجارة تقوم بين البلدين في السلع الممثلة نوعيتها بهذا
المدى .
تحديد مفهوم الطلب الممثل :
ويمكننا الاستعانة بهذا الرسم البياني لتحديد مفهوم الطلب الممثل ( الأمثل ) ، فكلما اقتربت نوعية السلع من متوسط نوعية المشار إليه ،
فكلما كان الطلب على هذه السلع من قَبِيل الطلب الممثل أو النمطي . وعلى ذلك فإنه بالنسبة للبلد الأول ، يكون الطلب على السلع الواقعة في المدى النوعي جـ د طلبا ممثلا بالمقارنة بالطلب على السلع الواقعة في المدى النوعي د هـ .
كذلك فإنه بالنسبة للبلد الثاني ، يكون الطلب على السلع الواقعة في المدى النوعي د هـ طلبا ممثلا بالمقارنة بالطلب على السلع الواقعة في المدى النوعي جـ د .
وبناء على ما تقدم ، فإن تطبيق فكرة الطلب الممثل يضيِّق نطاق الصادرات المحتملة للبلد الأول من جـ هـ إلى جـ د ونطاق الصادرات المحتملة للبلد الثاني من جـ هـ إلى د هـ .
ج – التجارة المحتملة والتجارة الفعلية :
بعد أن أوضحنا نطاق التجارة المحتملة طبقا لنظرية ، يجب علينا أن نوضح نطاق التجارة الفعلية ، والتجارة الفعلية هي محصلة ما يسميه ليندر بالقوى الخالقة للتجارة والقوى المعوقة للتجارة :
أما فيما يخص القوى الخالقة للتجارة ، فهي تتمثل فيما يلي :
عنصر المنافسة الاحتكارية : المنافسة الاحتكارية تعتمد على تميز المنتجات وهي بذلك تخلق فرصة لترويج المنتجات بين البلدان
المختلفة خصوصا التي يتقارب متوسط الدخل فيها .
التفوق التكنولوجي والمهارات الإدارية و وفرات النطاق : كل هذه العوامل تلعب دورا هاما في اختلاف الأسعار النسبية للسلع من بلد
لآخر وبالتالي فإن اعتبارها من قوى خلق التجارة ما هو إلا طريقة أخرى للقول بأن اختلاف دوال الإنتاج بين البلدان يؤدي إلى قيام
التجارة بينها بالفعل .
الاختلاف في درجة تمثيل الطلب للمنتجات المختلفة في البلدان المختلفة : فحيث تزداد الفوارق بين البلدين من حيث متوسط الدخل
فيها ، تزداد الفروق بين درجة تمثيل الطلب على المنتجات المحتملة ، وهذه الفروق تؤدي من خلال تأثيرها على دوال الإنتاج إلى
خلق التجارة .
اختلاف نسب عناصر الإنتاج بالنسبة للسلع ذات الطلب المتداخل في البلدين : عندما نلاحظ مدى الطلب المتداخل جـ هـ نجد أنه
طلب ممثل لكلا البلدين يمثل صادرات وواردات كل منهما ، بحيث إذا كانت نسب عناصر الإنتاج تجعل بعض السلع أرخص في أحد
البلدين عنه في الآخر ، فإن هذا الاختلاف في نسب العناصر يؤدي إلى تحويل الصادرات المحتملة إلى فعلية ويعتبر بذلك من قوى
خلق التجارة .
4
ويصل ليندر من عرضه لهذه القوى الخالقة للتجارة نتيجة هامة وهي أنه في حالة عدم وجود عوائق للتجارة ، فإن التجارة الفعلية تناهز التجارة المحتملة .
أما فيما يخص القوى المعوقة للتجارة ، نجعلها فيما يلي :
عامل المسافة : يجعل من الصعب على المنظمين أن يكونوا على علم بطبيعة حاجات الأسواق البعيدة وبالتالي يحد مجال التجارة .
نفقـات النقل : وهي وإن كانت تتوقف على المسافة إلا أن العلاقة بينهما ليست على وتيرة واحدة فقد تكون نفقات النقل لمسافة
قصيرة أكبر من نفقات النقل لمسافة أطول وواضح أنه كلما ارتفعت نفقات النقل ، كلما قل نطاق التجارة الفعلية .
القيود المفقودة على التجارة : مثل الرسوم الجمركية ونظام الحصص وتراخيص الاستيراد ، وخلافه ، فهي قوى معوقة للتجارة .
المطلب 2 : أثر قيام التبادل الدولي
يفرق ليندر بين نوعين من البلدان : بلدان تتمتع اقتصاداتها بالقدرة على التكيف للوضع الجديد بإعادة تخصيص الموارد و بلدان لا تتمتع بهذه القدرة ، ويمكن أن نطلق على النوع الأول البلدان المتقدمة وعلى النوع الثاني البلدان المتخلفة . والسبب في هذه التفرقة في مجال بحث أثر التبادل الدولي هو أن هذا الأثر يختلف كما ونوعا باختلاف درجة مرونة الهيكل الاقتصادي .
وفحوى نظرية ليندر عن أثر قيام التجارة على اقتصادات البلاد المختلفة كما يلي :
- يترتب على قيام التجارة ارتفاع متوسط الدخل في قطاع منافسة الواردات ( وذلك لأن قيام التجارة يزيد من الطلب على عناصر الإنتاج الموظفة في القطاع الأول ويقلل من الطلب على عناصر الإنتاج الموظفة في القطاع الثاني ) ويؤدي متوسط دخل الفرد في قطاع التصدير إلى تزايد السكان وتراكم رأس المال في هذا القطاع .
- كما يؤدي انخفاض متوسط دخل الفرد في قطاع منافسة الواردات إلى تناقص السكان وتقلص رأس المال في هذا القطاع ، وتستمر هذه العملية حتى يختفي قطاع منافسة الواردات كلية ويستقر الاقتصاد القومي عند وضعٍ توازنيٍّ جديد ويتضح من كل هذا أن ليندر يتبع تحليلا ديناميكيا لأثر التجارة بحيث تكون نتيجتها ليس مجرد تخصيص الموارد بل تغير حجم ونوع الموارد ذاتها .
المطلب 3 : تقييم نظرية ليندر
لا شك أن نظرية ليندر في تسير قيم التجارة الدولية وتحليل آثارها ، رغم ما قد يوجه لها من انتقادات ، تعتبر تطويرا للأدب الاقتصادي في هذا المجال ( إيجابيات ) وهذا يرجع إلى عدة أسباب أهمها :
- أدخلت النظرية في اعتبارها جانب الطلب في تحديد إمكانيات التخصص الدولي .
- أكدت الفارق الجوهري بين الهيكل الاقتصادي للدول المتخلفة والبلدان المتقدمة .
- التزمت المنهج الديناميكي في التحليل .
- يقدم لنا تحليلا نظريا لأسباب التفاوت في الدخول ( الدخل الفردي ) بين دول العالم .
أما الانتقادات الموجهة للنظرية ( السلبيات ) نجد منها :
- السوق الخارجية ليست إمدادا للسوق الداخلية .
- أذواق المستهلكين غير متشابهة عند تقارب مستويات الدخول الفردية في البلدان المختلفة .
( الأذواق = تكون حسب العادات والتقاليد مثلا ) .
المطلب 4 : التجارة الدولية و اللامساواة الدولية في الدخول
ذكرنا أن ليندر يخلص من نظريته إلى أن التجارة الدولية تحفز على النمو في الدول ذات الهيكل الاقتصادي المرن ، وهي ما أطلقنا عليها الدول المتقدمة ولا تحفز على النمو في الدول ذات الهيكل الاقتصادي الجامد ، وهي ما أطلقنا عليها الدول المتخلفة ، ويرتب على ذلك اتجاه الفجوة بين متوسط دخل الفرد في النوعين من البلدان إلى التزايد مع التجارة الدولية . فالتبادل الدولي إذن ، طبقا لنظرية ليندر ، ليس وسيلة لتضييق الهوة في الداخل بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة ، بل إنه يؤدي إلى زيادة حدة التفاوت بين النوعين من البلاد .
خـاتمـة :
الفرضية الأولى صحيحة ومنه نستنتج أن النظرية الاقتصادية هي نتيجة البحث وخلاصة الدراسة ، والتحليل الاقتصادي هو منهاج البحث وطريقة الدراسة .
الفرضية الثانية صحيحة ومنه نستنتج أن ليندر اعتمد على جانب الطلب في تفسير ظواهر التبادل الدولي وليس إثبات خطأ الاعتماد على جانب العرض بل إثبات عدم واقعية فروض نظرية نسب الإنتاج .
الفرضية الثالثة صحيحة ومنه نستنتج أن مستويات الدخول الفردية تأثر على كثافة التجارة الخارجية بالنسبة للمنتجات الصناعية .
الفرضية الرابعة خاطئة ومنه نستنتج أن نظرية ليندر :
- أكدت الفارق الجوهري بين الهيكل الاقتصادي للدول المتخلفة والبلدان المتقدمة .
- أذواق المستهلكين متشابهة عند تقارب مستويات الدخول الفردية في البلدان المختلفة .
- أدخلت النظرية في اعتبارها جانب الطلب في تحديد إمكانيات التخصص الدولي .
- التزمت المنهج الديناميكي في التحليل .
- يقدم لنا تحليلا نظريا لأسباب التفاوت في الدخول ( الدخل الفردي ) بين دول العالم .
5
خطة البحث :
مـقدمـة
المبحث 1 : تحديد المفاهيم
المطلب 1 : تعريف النظرية الاقتصادية
المطلب 2 : طبيعة التحليل الاقتصادي
المطلب 3 : عدم واقعية فروض هكشر-أولين
المبحث 2 : نموذج نظرية ليندر
المطلب 1 : جوهر نظرية ليندر
المطلب 2 : شرطا قيام نظرية ليندر
المطلب 3 : تفسير نظرية ليندر
المطلب 4 : الأسواق والاختراعات
المطلب 5 : الاختلافات بين ليندر و ( HO / الفكر الكلاسيكي )
المبحث 3 : تفسير وأثر قيام التجارة الدولية مع تقييم نظرية ليندر
المطلب 1 : تفسير ليندر لقيام التجارة الدولية
المطلب 2 : أثر قيام التبادل الدولي
المطلب 3 : تقييم نظرية ليندر
المطلب 4 : التجارة واللامساواة الدولية في الدخول
خـاتمـة
قائمة المراجع :
التجارة الخارجية بين التنظير والتنظيم د. سامي عفيفي حاتم
أساسيات الاقتصاد الدولي د. عادل أحمد حشيش + د.. مجدي محمود شهاب
العلاقات الاقتصادية الدولية د. زينب حسين عوض الله
أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه د. بوشنافة الصادق
العلاقات الاقتصادية الدولية د. عادل أحمد حشيش + د.. مجدي محمود شهاب
الموسوعة الاقتصادية د. راشد البراوي
روابط على النت :
لا تنسونا من صالح دعائكم في ظهر الغيب أخوكم " علجي محمد "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق